top of page

ماهي نهاية حرب روسيا على أوكرانيا

نادين ساندرز

الشيء الوحيد الذي يمكن أن نستبعده كنتيجة لهذه الحرب هو أن تحصل روسيا على أوكرانيا. بعد مرور حوالي 52 يوماً من هجوم روسيا على أوكرانيا، وكثير من المعارك الضارية في كييف وماحولها وفي المنطقة الشرقية والجنوبية والشمالية، وبعد كثير من الجرائم التي هزت العالم والقتل الجماعي والصور المرعبة للدمار والموتى، وكثير من الاقتحامات والانسحابات والتكتيكات المختلفة والمفاوضات الباردة،.. مانستطيع أن نجزم به هو أنه لن تستطيع روسيا احتلال كامل أوكرانيا حتى وإن أرادت، والغرب لن يسمح بذلك، ولنضع تحت ذلك عدة خطوط،.. إلا إذا استخدمت السلاح النووي!! الدعم الغربي لأوكرانيا واضح وجلي، وأيضاً فعال، والمقصود بالغرب أمريكا وأوروبا وانكلترا على وجه التحديد، فعندما سئل بايدن عن ماذا فعلتم للأوكرانيين كدعم حتى استطاعوا الصمود في وجه قوات الدب الروسي؟! قال بابتسامة تشرح الكثير في طياتها من سعادة وفخر وثقة مطلقة ودهاء: “ماذا فعلنا!! دربناهم وأعطيناهم السلاح!! من الواضح أن إرادة الاوكرانيين في الصمود في وجه الروس هي أكبر من أي شيء، وبحصولهم على التدريبات والأسلحة استطاعوا تحويل إرادتهم إلى صمود جبار في وجه تلك القوات العسكرية المهولة بكل عتادها.. فلم يكن أمام الروس إلا ارتكاب المجازر والفظائع. نحن لانستطيع أن نتجاهل مفعول النداءات العالية والاستنجادات الصريحة بالغرب التي أطلقها الرئيس الأوكراني والأوكرانيون لمنع العدوان عن بلدهم،.. هذه النداءات تكررت وأسمعت العالم في كل يوم عبر كل المنصات الاعلامية والدولية والدبلوماسية لمدة أشهر،.. فكانت استجابة الغرب واضحة مترافقة طبعاً مع النظر لمصالحه التي تتهدد فعلا في حال نجاح روسيا باحتلال أوكرانيا. المجازر التي ارتكبت والتي تخضع للتحقيق والتوثيق من قبل المنظمات الحقوقية المختصة وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة ، تشرح هذه المجازر أن هناك أسلوب وحشي يائس تمارسه القوات الروسية بعد أن طال أمد محاولتها للسيطرة على بعض المدن الأوكرانية. وهذا يعني أن أمد هذه الحرب سيطول بلا نجاح حقيقي للروس بالسيطرة على أوكرانيا مادام الغرب يستمر بالدعم بالاسلحة المتطورة التي تخدم إرادة الاوكرانيين، وهذا يعني أن روسيا لن تستطيع الفوز في هذه الحرب والسيطرة على أوكرانيا إلا إذا استخدمت السلاح النووي كحل أخير، وفيما اذا استخدمت السلاح النووي فلن يكون هذا بالفعل هو الحل الاخير، بل سيكون بداية للحرب النووية بين أصقاع وأقطاب العالم الأول . وذلك لأن ماتمتلكه روسيا من رؤوس نووية في مجموعه فإن ماتمتلكه منه نظيراتها من أوروبا وامريكا وانكلترا هو أضعاف،.. والمتضرر الأكبر بعد روسيا ستكون القارة الأوروبية. وبحسب ماسمعنا من تصريحات الأوربيين والانكليز والأمريكيين فمن الواضح أن احتمالية السماح لروسيا بالحصول على أوكرانيا بالكامل هي احتمالية منعدمة لأن ذلك يهدد الأمن الاوروبي بشكل كبير ومباشر وعلى زمن طويل. بل على العكس كانت الحرب هي مفتاح ومولد لاحياء طاقة حلف الناتو وتقويته للشعور بأن الخطر الروسي هو خطر حقيقي بعد أن مضت حقبة طويلة من الزمن مرت بسلام نسبيا بين أوروبا وروسيا، وتميزت بتعاون تجاري وطاقي. إنما الأمور الآن قد اختلفت،.. والأوروبيون الآن شبه مستعدون تماماً للاستغناء عن الطاقة الروسية واستبدالها بأيٍ كان…. آخر. ماذا يعني ذلك بالنسبة لدول العالم؟!! مالم تنتهي الحرب الروسية الاوكرانية بمفاوضات تميل نتائجها وحيثياتها بوضوح لصالح الأوكرانيين وتتميز أولاً بانسحاب روسي كامل، أو شبه كامل، وطويل الأمد وبضمانات تخضع لمراقبة الضامنين، مالم تحصل هذهالمفاوضات فإن العالم قادم على سنين وخيمة من الاقتصاد المدمَّر في كل الأنحاء ،.. وهذا يعني الفقر المدقع نتيجة تضرر السلل الغذائية العالمية وسلاسل التوريد وانهيار الاقتصادات، وهذا يعني كنتيجة أن الثورات والتمردات ستتفجر في انحاء مختلفة من البلاد حول الارض وستكون عرضة أكثر في الدول التي تعاني من هشاشة سواء في الشعبية للحكم أو في النظام الاقتصادي او النظام السياسي.

مقالة تحليلية.

نادين ساندرز

صحفية مختصة بالشؤون الامريكية والشرق أوسطية

رئيسة المراسلين في انترناشيونال فويس

ree

 
 
 

تعليقات


Post: Blog2_Post
bottom of page