top of page

أمريكا تتحرك عسكرياً في التحضير الاستراتيجي العسكري لأسوأ الاحتمالات


ree

أوردت تقارير اليوم أن أربع إلى ست قاذفات استراتيجية من طراز (B‑2 Spirit) قد أقلعت في الصباح الباكر من قاعدة ويتمان الجوية في ولاية ميزوري، متجهة نحو قاعدة أندرسن الجوية في غوام، برفقة طائرات تانكر للتزود بالوقود أثناء الرحلة.

ونقل قاذفات B-2 إلى غوام لا يُعتبر مجرد تحرّك لوجستي عادي، بل هو رسالة استراتيجية عالية المستوى تحمل أبعادًا عسكرية، سياسية، ونفسية.


يشير هذا التطور المهم جدًا في هذا التوقيت إلى خطط استعداد الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً. فهو اما تحرك في استخدام سياسة الردع القصوى ، أو انه تعني التحرك الجاد لقصف منشآت إيرانية عميقة تحت الارض، من حيث المعلومات فإن قاذفات B‑2 قادرة تحمل GBU-57 bunker busters، التي تستطيع تدمير أهداف عميقة مثل منشأة “فوردو” النووية الإيرانية، وموقع نقل هذه القاذفات في غوام يدخل ايضا ضمن التحضير لحرب عالمية محتملة بأسوأ الاحوال.


يتزامن التوقيت لهذا التحرك العسكري مع توتر اخترق الخطوط التحذيرية الحمراء بين إيران مع إسرائيل وأمريكا ، والمفاوضات حول برنامج ايران النووي بين الجدية والعبثية، مع تصريحات أميركية بامكانية استخدام الخيار العسكري ضد منشآت إيران النووية “في غضون اقل من اسبوعين”. وهذا يعني أن واشنطن إما تُحضّر لضربة حقيقية أو انها تُمارس ضغطًا نفسيًا عسكريًا لدفع إيران للتراجع أو القبول بشروط تفاوضية.


وقد يحمل هذا التحرك العسكري رسالة ثلاثية إلى ايران و الصين وروسيا، فعلى الرغم من أن الحدث يبدو مرتبطًا بإيران، فإن نشر القاذفات في غوام قد تعتبره دول عظمى أخرى بمثابة تحذير مبطن متعدد الاتجاهات. فالصين تعتبر ان غوام هي بوابة الردع الأميركي في المحيط الهادئ، وروسيا قد تعتبر ذلك استعراضًا للقوة النووية الأميركية. وفعليا فان قاعدة غوام تبعد عن الساحل الشرقي للصين حوالي 2,800 كم إلى 3,200 كم، أي أقل من 4 ساعات طيران عسكري مباشر لطائرة مثل B-2 أو مقاتلة F-22، وتبعد عن روسيا (فلاديفوستوك – أقرب نقطة) حوالي 2,500 كم فقط، أي 3–3.5 ساعات طيران عسكري من غوام إلى الشرق الأقصى الروسي. ولذلك فإن غوام بقربها من شرق آسيا تُعتبر منصة للردع السريع ضد الصين في تايوان أو بحر الصين الجنوبي، وتهديدًا مباشرًا للوجود الروسي في المحيط الهادئ. وهذا ما يجعل نشر هذه القاذفات يحمل رسالة واضحة على مستوى ثلاثي: إيران، الصين، روسيا


رفع حالة التأهب في البنتاغون دون إعلان حرب

نقل قاذفات B-2 يعني جاهزية سريعة لضربة في أي لحظة لكن دون إعلان حالة حرب حتى هذه اللحظة، أي أنه مستوى ما قبل الحرب مباشرة (Preemptive positioning)، وهذا التحرك العسكري يفهم على انه خطوة استراتيجية لحافة الهاوية (Brinkmanship)،ولكن هذا لا يعني أن الضربة النووية حتمية، وانما يعني ان الولايات المتحدة فعلياً تضع كل الخيارات على الطاولة، وتجبر من يهدد بتدويل الحرب على التفكير مرتين.

نادين ساندرز

21 يونيو 2025

تعليقات


Post: Blog2_Post
bottom of page