ازدواجية حائرة لدى الولايات المتحدة الأمريكية في تعاملها مع إسرائيل في هذه الفترة بين سوريا وفلسطين
- nadinehsanders7
- 6 يونيو
- 3 دقائق قراءة
في حين أن الولايات المتحدة قد دعمت حكومة سوريا المؤقتة على عكس ماتتمنى اسرائيل، ومنعت اسرائيل من توجيه ضربات لإيران لمحاولة تدمير برنامجها النووي،

إلا أن الولايات المتحدة مازالت تدعم بشدة الوضع الاسرائيلي الفلسطيني في الانحياز لحماية المصطلحات السياسية الصادرة عن قرارات مجلس الأمن لتكون في صالح اسرائيل ، حتى وان كانت على حساب المعاناة الانسانية في غزة، والتي ايضا تحاول الولايات المتحدة الأمريكية ايجاد حل لها من خلال مؤسسة غزة الانسانية،..
حتى لانبتعد عن موضوع الازدواجية الأمريكية، فانه من الملاحظ ايضا أن اسرائيل تبدي تمرداً واضحاً ضد سياسات أمريكا الداعمة للنظام السوري الجديد من خلال مهاجمة سوريا عسكريا وبشراسة، ولكن تلك الشراسة مالبثت أن تراجعت عنها اسرائيل بتصريحاتها بأنه لن يكون هناك تصعيد آخر!، وأن الصواريخ التي أطلقت من سوريا باتجاه الجولان لم تكن بقرار من الحكومة السورية،..
وبغض النظر عما تعنيه هذه الإحداثيات في الداخل السوري، والثغرات والفجوات في شكل الادارة الحاكمة الجديدة، وتبعاتها المحتملة، إلا أن التراجع الاسرائيلي المعلن يترجم رضوخاً جديداً لقرارات أمريكية ، ومن الملاحظ أن ذلك قد ترافق مع فيتو أمريكي لصالح اسرائيل في مجلس الامن.
أعتقد أن لعبة الشطرنج بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل باتت واضحة في الفترة الراهنة، في حين أن امريكا تمسك بالرسن في زاوية محددة، وقادرة على قبضه أكثر، ما لم يخضع الطرف الآخر للهدوء العسكري على الساحة السورية ، وعدم جر المنطقة الى جهنم جديدة عكس ما يرغب به ترامب وما وضحه في خلال زيارته للسعودية، حين رسم معالم المنطقة من جديد، بهدوء مستديم يترافق بالكثير من المخاطر.
هذه المخاطر التي تحاول الولايات المتحدة تبديدها حاليا من خلال التعاون مع عدة بلدان ومن بينها سوريا في تأسيس شراكات اقتصادية وعسكرية تعطي القيادة السورية الجديدة كثير من الاستقرار للتمكين من البناء.
لماذا؟!!
هو السؤال الجوهري الذي يطرحه كثيرون في حين أن سوريا كانت معمّاة ومغفلة على خارطة الادارات الامريكية المتعاقبة لاكثر من عقدين او ثلاثة من الزمن؟!!
والجواب يكمن في عدة نقاط:
1- سئمت الولايات المتحرك من حروب ومشاكل الشرق الاوسط ومكافحة الارهاب المتنامي، فاختارت الفئة التي صنفت بقائمة الارهاب سابقا لاسباب أبسط من غيرها، وعملت على قاعدة : إن لم تستطع أن تهزمهم، فانضم اليهم.
وأجرت تدريبات سياسية للرئيس الشرع كما صرح السفير روبرت فورد مؤخرا، وتم التوافق ضمن شبكة معقدة من التواصلات السياسية والجيوسياسية على توليه قيادة سوريا بشروط إبعاد الارهاب والتوافق مع الدول المحيطة ومن بينها بل وعلى رأسها اسرائيل.
2- السيليكا والسيليكون: الثروات السورية قد لا تكون ثروات مهمة لتغري الولايات الاميركية في التعاون والتعاقد مع سوريا وتحقيق الاستقرار ، ولكن وجود أهم ثروة من أجل المستقبل التكنولوجي، والتي تخص الذكاء الاصطناعي وأجهزة الكومبيوترات الضخمة، التي تشغل أنظمة معقدة والروبورتات القادمة، وماإلى ذلك من حاجة للشرائح الالكترونية المصغرة والدقيقة ، والتي بدورها تحتاج إلى مادة السيليكون، ➡️ والتي تنتج من مادة السيليكا، ➡️ والتي هي موجودة في رمال سوريا في الشمال والشمال الشرقي، فهي مغرية لدرجة كافية تجعل من الاتفاق على جعل الاستقرار السوري بيئة آمنة للاستثمار بين عدة دول، امرا غاية في البساطة ولكن يدهش العالم على سرعة التطورات وعلى صور تصافح وقرارت تعامل لم يكن تماماً يتوقعها بذات السرعة،.. ولكن ليس هو النفط السوري ماوراء الاتفاقات.
3- العلاقة الجيدة والمتينة بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي ترامب والتي كما اوضح بنفسه انها (مسبباً رئيسياً) للاعتراف بالحكومة السورية وإلغاء العقوبات واللقاء بالرئيس الشرع، صمن التوافق بالطلب والايجاب على سلسلة من الطلبات الامريكية.
4- ايضاً الناحية الانسانية ، حيث سئم العالم بشقيه السياسي والمجتمعي من حجم الآلام والمآسي السورية لاكثر من عقد من الزمن، وحمل عاتق الخذلان تجاهها فترة طويلة، فكان من الافضل انسانيا ودولياً ان يتم اصلاح الوضع السوري فور رحيل الاسد.
ماذا يتوقع بعد الآن؟
-مالم يتم الضغط على حماس للتنحي عن الصورة وتسليم الرهائن ستستمر الابادة لغزة وسياسة التجويع بتلك الحجة،. وانا اتفق مع ان الوضع بيد حماس، لانه بمجرد ان يتم تسليم الرهائن لن يكون هناك اي دعم دولي او امريكي لاسرائيل في اي هجوم جديد على غزة او اي سياسة تجويع.
-ستبقى سوريا رهن التجاوزات الخارجة عن سيطرة الشرع الى ان تبدأ بالحصول على الإمدادات اللازمة لتسوية هذا الوضع الداخلي المقلق من ان يتحول الى بؤر للارهاب في ومضة عين غافلة.
- اذا خرجت الامور عن السيطرة لاي سبب في سوريا فمن الممكن ان تتغير الصورة كلياً في المشهد الشرق أوسطي الجديد، ولا ندري أي شكل في هذه الحالة سنتعامل معه بعد، وذلك يعتمد على العوامل التي من المحتمل ولو جزئياً أن تتسبب بذلك، وفي هذه الحالة ستكون لذلك انعكاسات كبرى على تعقيد الوضع مع اسرائيل أيضا وقد ينسحب على مسارات أخرى أيضاً وان كانت هذه الاحتمالات تبدو ضعيفة في ابعاد الوقت الراهن وبوجود دعم امريكي سعودي تركي قطري.
نادين ساندرز
5 يونيو 2025
Comments